موقع وائل مصباح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع شخصى لسيناريست مصرى


    قصة قصيرة

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 15
    تاريخ التسجيل : 05/02/2010

    قصة قصيرة Empty قصة قصيرة

    مُساهمة  Admin الخميس فبراير 18, 2010 4:47 pm

    إهداء
    إلى
    امرأة بدهاء"كليوباترا"
    وعفة "رابعة"
    وصمود "جميلة"
    وغموض "الموناليزا"
    امرأة لم تُولد بعد
    قد تنجب عمرا آخر
    أو صلاح الدين ثاني
    أو قد تنجبهما معا
    إن التاريخ يقدم لنا خير برهان على حسن خاتمة من تمسك بالفضيلة وضحى بنفسه في سبيل وطنه،وسوء مصير من باع نفسه للشيطان،واشترى الرخيص بالغالي،فمن تعرى من لباس الخُلق الكريم لم يُستر بشيء من الدنيا،ولم يجد ما يؤويه فيها غير مزبلة التاريخ.
    ولقد أثبت شعب مصر منذ فجر التاريخ وحتى اليوم،أنه شعب من طراز فريد،شجاع،يأبى الذل والهوان،افتح صفحة حطين،واطوي حافة صفحة عين جالوت،وضع خطين تحت صفحة أكتوبر،فهل بعد هذا برهان؟!ألا تكفى شهادة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حينما أخبر عنه فقال:"إذا دخلتم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيرون فهم خير أجناد الأرض،وهم في رباط إلى يوم الدين" أبعد ذلك حديث؟!.
    فنحن على كوكب دوار،لا يدوم له حال،فبعد برد الليل يأتي النهار،وبعد صقيع الشتاء تأتى الحرور،وبعد سنوات الأمن والأمان تأتى الزلازل على كل بنيان،هكذا الدنيا،في يوم تبتسم لك،وفى يوم آخر تكشر لك عن أنيابها،وعندما يعجز البشر تأتي سفينة نوح أو تنقض صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود،ولذا فلابد من قراءة التاريخ جيدا،ففي كتبه لا تتكرر صفحتان،والخبر ليس كالعيان،فهل تَصدُق أم لا ؟مقولة نابليون حينما قال:"ما التاريخ إلا كذبة تم الإتفاق عليها".
    ولهذا أدعوك لقراءة السطور التالية قبل أن تجيب على هذا السؤال،ففي المشاهدة زيادة في اليقين،والنفس البشرية أشد طمأنينة إلى عين اليقين منها إلى علم اليقين.
    الفرخة الدايخة
    الأنوار تعانق الأصوات,شعاع العيون يرسم دائرة مركزها صاحبت الفستان الأبيض والتاج اللامع,يا لها من عروس رائعة! تحيط كفى عريسها في اشتياق,وهو بدوره يدنو بمقلتيه نحوها,تنطبق جفونه من حين لآخر,وكأنه يمنى نفسه بعش الزوجية الدافئ,لحظات وتحقق له ما أراد.
    ترك عروسه في غرفة النوم وذهب يبحث عن وسيلة تطيل الحب,وعاد فوجدها قد استبدلت فستانها الأبيض بقميص نوم أسمر مثير,يبرز أكثر مما يخفى,تفوح منها رائحة عطرة,وتحيطها بها هالة تمزج ما بين الرغبة والخجل والخوف في آن واحد.
    ابتسم بخبث وهو يتقدم منها,عناق بسيط,همسات,ضحكات,بدأت معها الإضاءة في التلاشي تدريجيا,لتضفى جوا من الخصوصية,فترة سكون.
    الإضاءة تنتفض,وكأنها استجابة لنظراته الزائغة وحرارة أنفاسه المتتالية,لملمت ساقيها بانكسار,رفعت رأسها ببطء,التقت نظراتهما,رعد وبرق يصطدم بتوسلات مكتومة.
    استجمع ما بقى من كبريائه,واخذ نفسا طويلا وكأنه خرج من قاع المحيط,وابتلع ريقه بصعوبة و صاح:مين؟!!!!!!!!
    أقصى علامات الذهول هبطت على ملامحها,لم تتحمل هذا الاتهام الصريح,لم تصدق آلاف التساؤلات التي نحتت تضاريس وجهه والذي ظهرت عليه فجأة أعراض الشيخوخة.
    بدا يهذى:طب ليه؟.. وعشان إيه؟
    حاولت استدعاء بعض الكلمات من مخزن ذاكرتها,رتبتها باستعجال,وبنبرة مترددة:ماخنتكش.. وأنت عارف..أنا بحبك أد.
    صفعة قوية على وجهها الشاحب,بطرت عبارتها وجعلت الإضاءة تهتز بعنف,صرخ بانفعال:حب!.. حب إيه؟!..مستعد اغفر اى حاجة..اى حاجة..
    يضغط على مخارج الألفاظ:إلا..الخيانة.
    تحسست اثر الصفعة الغائرة,استردت بعض شجاعتها المتوارية,وخرجت كلماتها كالحمم البركانية:
    أنا مش خاينة..أنا مش خاينة..أنا مش خاينة.
    ظل صدى كلماتها يتردد في أنحاء الغرفة لفترة ليست بالقصيرة,إلى أن صاح وهو يدق بيده على إحدى ساقيه:
    الشرف زى الزجاج..إذا كسر لا يلحم.
    تحسست اثر الصفعة مرة أخرى,وكأنها تمدها بالقوة,وبتحدي قالت:
    الجسم لوحده..مش رمز للشرف..والبكارة مش مرتبطة بالطهارة..دا حاجة بس..عشان ترضى غرور الراجل الشرقي.
    صاح بغيظ:
    فض البكارة مش عملية بيولوجية..دي عملية نفسية بتقدم فيها الزوجة لزوجها.. دليل عفتها..و..
    تقاطعه قائلة:
    طب لو العذرية.. دليل للعفة قبل الجواز..فأيه دليلها بعده؟..إحنا مش سلعة..لازم لها علامة تجارية.. والا بقت مغشوشة..لازم التخلص منها..ماحنش عربيات..اللي ع الزيرو لها تمن..والمستعملة لها تمن.
    أشاح بوجهه عنها.
    صاحت بعناد:
    انتوا مش آلهة.. بتغلطوا.. ومحدش بيحسبكوا.. ليه؟.عشان رجاله.
    وكأنه يكلم نفسه:سمعتي؟..سمعة العيلة؟
    استرت باقي شجاعتها وتقمصت شخصية من تدافع على بنى جنسها,وصاحت بسخرية:
    عملية بسيطة..ترقع سمعتك.. وسمعة العيلة اللي بتتكلم عنها..لو كنت خاينة بصحيح..كنت عملت كده.
    نظر إليها وباشمئزاز قال:
    نفس منطق المومس الفاضلة..عند سارتر.. قلب الحقائق..بقيت أنا الجاني وأنت..المجني عليها.
    نظرت إليه وقد حز فيها ما قاله,وهزت رأسها بالنفي قائلة:
    مفيش جاني..ولا مجني عليه.. للأسف.. توزيع ادوار.
    صاح وهو يبدل ملابسه:
    الخيانة..مرض ميئوس منه.. علاجه الوحيد هو..الاستئصال.
    حاولت أن تمنع دموعها ولكنها فشلت,وبحلاوة روح قالت:
    معقول حلاوة الحب..تنقلب في لحظة..لخيبة أمل..معقول!!
    قال بعصبية:الكرامة فوق الحب..فوق كل شيء..حتى العرف والتقاليد..فوق.
    تقاطعه قائلة:ربنا بيغفر.
    نظر إليها بنظارات ثاقبة وكأنه يوجه إليها تحذيرا شديد اللهجة,وقال:
    ربنا بيغفر وهو راضى..الامتحان خلص..ومفيش دور تانى.
    وكأنها تستحلفه بذكرياتهما المشتركة,قائلة:ادينى فرصة تانية.
    انتهى من ارتداء ملابسه,واتجه إلى باب الغرفة,وقبل أن يغادرها,وقف والتفت لها,وصاح:الوحيد اللي ممكن يديكى الفرصة دي..هو أبوكى..الحاج عوض..الصعيدي..مش أنا.
    غادر الغرفة بسرعة,وكأنه يتحاشى نظراتها المتوسلة,أغلق الباب خلفه بعنف,وكأنه اسقط لافته كانت معلقة عليه,كتب عليها بالبنط الكبير,ممنوع الاقتراب أو التصوير.
    وكالفرخة الدايخة تنبأت بمصيرها المحتوم,فالدفاع والنيابة ضدها..ضمنت الإعدام
    ..جذبت قميص الحداد الأسود لتستر نفسها,رفعت يديها إلى السماء,ولسان حالها يقول,لم يعد أمامي إلا بابك,فهو الباب الوحيد الذي لا يغلق.

    أنثى من ثلج
    الزمان ما بين خطوط الطول .. المكان ما بين خطوط العرض .. جاءت بخطوات واثقة مرتدية بلوزة زرقاء وجيب كروهات طويل تسبقها رائحة ماكياج وعطر رخيص .. اختلطت حرارة الأيدي كما تمتزج السماء بماء البحر.. اختلاط كاذب.. بعد أن قرأت رسالة صامتة من يدها المزينة بالدبلة الذهبية.. فهل اتمنى لها السعادة ..؟
    جلست أمامي في هدوء واضعة ساقا فوق الأخرى .. لم أتمالك نفسي وأطلقت قذائف مقلتي نحوها لتشتعل المعركة بين الذي أعرفه والذي أريده .. ورغم ذلك أجبرت شفتي على نطق تلك الكلمة اللعينة : مبروك .
    خرج صوتها في حياء يتوارى خلف وجهها الشمعي :
    هل يمكن أن اعتبرك صديق ..؟
    فصحت باستغراب : صديق ! .. هل يمكن أن أتحول بسهولة من حبيب الأمس إلى صديق اليوم ؟أنه اغتيال الحب .. خيانة .
    قلتها ضاربا المنضدة التي كنا نجلس عليها بيدي .. لم يهتز لها رمش فاستطردت قائلا في يأس : ما أصعب تقبل الخيانة وخاصة من التي كنت أعدها زوجة الغد .
    ارتشفت بعض قطرات العصير الذي وضعه أمامها الجرسون قبل أن تقول :
    دعنا نناقش الأمر بهدوء وعقلانية .. أنت تعرف كيف أحببت ولكن لا تعرف لماذا تزوجت،فعلاقة الزواج بالحب والحب بالزواج كذهاب شخصين إلى مكان واحد, أحدهما سلك طريق ممهد والأخر سلك طريق وعر ، فضرب أفضى إلى موت .. قتل خطأ .. كذاك حب أفضى إلى زواج .. زواج خطأ .. بالبلدي الحب أعمى .
    انفجرت كالبخار عندما يغلي الماء فيزيح الغطاء صائحا بتعجب :
    الحب أعمى ! بالعكس .. وحتى لو كان الحب أعمى فهو يضئ الحياة ..وأعتقد إنه لا يوجد حب أعمى إلا حب الأم لأولادها وأي حب أخر ستة على ستة .
    فنظرت إلي باستخفاف قائلة :
    الحب موجود بالطبع ولكن في أفلام الخيال العلمي .. موجود كالآثار الفرعونية..الرومانسية يا عزيزي انهارت.. كالشيوعية ..أصبحت موضة قديمة .. فبدلا من أن تحاول مسك القمر لها .. خذها إلى أقرب جواهرجي .. هذا أفضل بالطبع .
    ابتسمت بمرارة قبل أن أقول :
    حتى لو كانت ساعة يد ك من الألماظ ، فسوف تبقى الساعة ستين دقيقة .
    همت بالوقوف بعد أن نفذ مخزون المناورة وأصبح السحب على المكشوف
    وصاحت :
    أن تعرف مشكلتك هذا نصف الحل .. والحل الوحيد هو أن نصبح صديقين.
    وقفت,أمسكت يدها بقوة فأرغمتها على الجلوس مرة أخرى قائلا:
    الصداقة طائر الحب الذي فقد أجنحته .. فقدها غدر .
    نظرت إلى يدها التي مازالت بين قبضتي ثم نظرت إلي قائلة في تحدي :
    لابد أن تفكر بقلبك وعقلك معا .. أيهما بمفرده لا يصلح .. فالحب طفل لقيط لا يعرف له أب .. يسير في طريق طويل ليس له نهاية ..فق من هذا الغباء العاطفي.
    ثم جذبت يدها .. لعلها خافت أن انقل لها العدوى قبل أن تقول:
    من الصعب أن ترى الصورة إذا كنت بداخلها .
    لم أتمالك نفسي وأطلقت ضحكة عالية جذبت كل الأنظار بعد أن تأكدت انه لا يوجد شخص مهما يكن مهم.. لا يمكن الاستغناء عنه.
    ثم وقفت في مواجهتها, تماما فخرج صوتي خجلا:
    ليس قادر على أي شيئ..بما في ذلك الحب..الشخص الذي يحسبها بالورقة والقلم..لابد أن اذهب لأشيع جنازة الإخلاص.
    أشاحت بيدها بما يوحى عدم الاهتمام صائحة بسخرية :
    الإخلاص في الحب .. تعب في البحث عن حب جديد.
    لم أجد ردا مناسبا علي هذا الغش النسائي إلا صوت يدي وهى تختم وجهها الثلجي باصابعى الخمس,ثم أشحت بوجهي عنها حتى لا أرى دموعها المنهمرة التي يمكن أن تغرق اكبر الغواصات النووية بل أقوى الدفاعات الأرضية بعد أن فهمتها جيدا,وتيقنت من أن امرأة بريئة هي امرأة بلا ثديين,لم تخلق بعد,فكلهن سواء ولكن مع من ومتى وبأي ثمن؟
    انهارت جالسة تلملم دموعها الزائفة وكأنها تؤدى دورا سينمائي تحسدها عليه نجمات هوليود.فالمرأة ممثلة بالفطرة ولهذا لا تصدق بكاءها ولا ضحكها؟.
    كانت تموء كقطة,تنتفض كسمكة,تتلوى كأفعى,يا لها من مهرة جامحة تحتاج لمن يلجمها.
    نظرت إليها أكثر من مرة,ومن زاويا متعددة محاولا أعادة اكتشاف الحل,فعلاج الحب من أول نظرة,نظرة ثانية لتحول ناره إلى بردا وسلاما,قررت أن أنساها وبأثر رجعى,ولن اندم.
    ولكن قبل أن انصرف صحت بأعلى صوتي:
    لن أبكى عليك..فالمرأة شيطان من يبك عليها يستحق الرجم..رغم ذلك سأحتفظ بخريطتك في ذاكرتي..تلك الخريطة التي احفظها على ظهر قلب.. طبقات شهوتك السفلية..عمق مياه أنوثتك الجوفية..مدة دورتك الجيولوجية..مقياس اهتزازاتك الريخترية.
    لقد حصلت على كل شيئ ومن سيخلفني لن يجد أي شئ ..فأنت بعدى لست امرأة كاملة ولا حتى نصف امرأة ..أنت بعدى بقايا امرأة.
    عاهرة مع مرتبة الشرف
    خرجت هربا من هذه المرأة التي ادعوها زوجتي,بعد أن أسدل الليل ثيابه شديدة السواد على الأفق,أوائل شهر أغسطس موسم التزواج عندنا معشر المصريين,أجوب الشوارع بسيارتي بلا هدف,لا اسمع سوى صوت ضجيج الأفراح,فهل المدينة كلها تتزوج؟ربما.
    لم أجد غير شاطئ النيل المظلم ملجأ لي,جلست في السيارة استنشق العبير الرطب,واستمتع برائعة فيروز سكن الليل,يظللني ضوء القمر الشفاف والذي كشف عن شبح يتقدم تجاهي في هدوء,يا له من قوام متناسق كامل الاستدارة والاستقامة,اقتربت من نافذة باب السيارة المجاور لي,ونفخت دخان سيجارتها في وجهي,كشرت عن انيابى,يا لها من عاهرة حقيرة.
    قبل أن أخطو خطوة واحدة وجدتها تحتل الكرسي المجاور لي,فبدأت كغادة في ريعان العمر,يلتصق بها ثوب قصير تأمر مع جوربها الحالك ليخفيا في تعمد ,جسد لا يقاوم,ألقت تحية المساء بلغة فرنسية ركيكة,لم أبالى بالرد عليها,ظلت تتحدث بالعربية المختلطة بالفرنسية إلى أن أيقنت إنها مريضة بالدياجلوسيا أي مرض الازدواج اللغوي,هممت بإلقائها خارج السيارة,ولكن
    نفسي لم تتاوعنى,لماذا لا اعرف.
    أخيرا طلبت منى توصيلها إلى حيث تسكن,لم أمانع بعد أن فتحت لي شفتيها متوسلة في مجون.
    ها قد وصلنا,دفعتني بلطف إلى منزلها لتعبر لي عن شكرها,ترددت لحظات,ثم تقدمت بحذر بعد أن أيقنت إنها كالثعابين لا تهاجم إلا حين تشعر بالخطر,لذا فلن تهاجمني أبدا.
    جلست امامى,تخلصت من جوربها فكشفت عن ساقيها الخمريتين وأظافرها القانية,استلقت على الفوتيه في تدلل وأخذت تعبث في شعرها الكستنائى,عينيي تحاول أن تشبع من هذا السحر الانثوى,فتاة رائعة الجمال تصلح كفيلم فيديو لليلة واحدة,ولكنها لا تصلح لرحلة عمر,بعد أن فقدت خصوصيتها,قطاع عام,وضحكت بشدة عندما تذكرت الاتجاه الاقتصادي السائد الآن وهو الخصخصة.
    ابتسمت في عذوبة قائلة:لا يهمني أن اعرف ما يضحكك,ولكن ما يمهنى أن اعرف رأيك في منزلي المتواضع؟
    تلفت حولي فلم اعرف لها مزاج,تحف بجوار زجاجات خمر,لوح نادرة متراصة بين لوح خليعة تزين معظم الحوائط,قرأت الحيرة على خطوط وجهي,فلمعت مقلتيها صائحة:
    آمن بالفوضوية,فباكونين هو مثلي الأعلى,قائد الثورة على كل شئ وأي شئ,هدم كامل لجميع الأشياء والمعاني.
    ألجمني منطقها فهل فقدت عقلها؟هكذا سالت نفسي,بدون مقدمات سألتها:ما اسمك؟
    ردت في تمهل:مؤهلات.
    قلت ساخرا:عليا ولا متوسطة؟
    فاحتدت قبل أن تجيب:هذا أسمى,وعلى فكرة أنا حاصلة على ليسانس آداب.
    فهمهمت بخبث قبل أن أقول:آداب!
    لم تبالي باستهزائي,خطت نحو زر الكهرباء وقللت الإضاءة متعللة بان الضوء الهادئ يريح الأعصاب,دنت منى جلست بجواري,سندت رأسها إلى صدري,تلاعبت بأزرار قميصي,رفعت رأسها واقتربت بشفتيها من أذني وهمست برقة بالغة:ما رأيك في بنات حواء؟
    قلت في هدوء مصطنع:كلهن رابعة العدوية,أما في النصف الأول من حياتها,أو في النصف الثاني منها.
    ضحت من ردي والذي يبدو إنها لم تتوقعه,خصوصا في هذا الوضع شديد الرومانسية,اعتدلت في جلستها,ونظرت إلى بعيون ثاقبة قبل أن تقول:
    الجنس في بؤرة الاهتمام بالنسبة للرجل والمرأة على السواء,فلماذا تشير أصابع الاتهام دائما إلينا؟تزعمون إن حواء صاحبة الجريمة الأولى في التاريخ,رغم أن الله يقول في كتابه الحكيم"فوسوس لهما",أي أن المسئولية مشتركة.
    نظرت إليها بذهول,ولكنها استطردت:
    تستنكرون أن يقترن التاريخ بجلاله وسير عظماءه بالجنس وانحطاطه,رغم أن هذا التاريخ قد كُتب معظمه في غرف النوم وبخليط من أقلام الكحل والروج.
    ما هذا الهراء؟كيف تفكر تلك المرأة التي تمتهن أقدم وأقذر مهنة في التاريخ؟أهذه المومس الفاضلة كما وصفها سارتر؟
    أسالك سؤال؟هكذا قالت.
    _ إسالى.
    _ لماذا لم يمارس ادم الحب إلا مع امرأة واحدة؟
    ولم تترك لي حتى فرصة للرد,فأشارت بطرف عينيها والتي تشع منها نظرات جنسية مستفزة قبل أن تقول:لعدم وجود غيرها.
    ابتعدت عنها قليلا لأتحاشى مرمى نظراتها العنقودية,ثم سألتها في حدة:
    ماذا عن الرجال في حياتك؟
    اعتدلت في جلستها,أشعلت سيجارة,زفرت آهة حسرة واستنشقت آهة مرارة,قبل أن تجيب:
    الرجال في حياتي,كلاغانى على شريط كاست,ليس له أهمية إلا بهن,ولا يضر أن تم حذف بعضهن,ولكن تظل واحدة فقط هي الأهم.
    تقمصت شخصية سباتاكوس محرر العبيد,وقررت أن أحررها من الرق فصحت:
    من كان الأهم؟
    بدا وحل الماضي يظهر على قسمات وجهها قبل أن تجيب بمرارة:
    كنت افعل معه نفس الشئ,جعلني افعله مع غيره مقابل اجر يحصل هو عليه.
    صمتت فاحترمت صمتها,برهة قصيرة وقالت:
    الرجال عندي بلا ملامح ولا رتوش,واضحين الغرض بلا تزيف للعبارات,أتحرك معهم كآلة تؤدى عملها بإتقان,في سجن بلا أسوار.
    فجأة التصقت بي,بعد أن نفضت عنها غبار الذكريات,تكاد ذراعيها تحطم ضلوعي,يبدو إنها بلغت أقصى درجات العشق الشره,وعندما وصلت تصرفاتها إلى حد معين,وجدتني لا شعوريا أتلو كل ما أتذكره من آيات الذكر الحكيم.
    دفعتها عنى,تشبثت بي,دفعتها ثانيتا,سقطت على الأرض,ظهرت كل مفاتنها بوضوح,ابتسمت وهزت كتفيها فلقد راق لها ما فعلت,وقفت وسرت بأقدام مرتعشة نحو باب المنزل,فتحته,وبمجرد أن تجاوزته أسلمت ساقي للريح ولم أتوقف عن الجري,لم أبالى حتى بسيارتي,إلى أن وصلت للباب الذي لا يغلق في وجه احد وطرقته,رغم انه لم يكن مغلقا,فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
    رز بلبن
    جلست مثل غيري نختلس النظر إليها بين الحين والأخر,وهى نائمة على ظهرها وقد رفعت ساقيها لأعلى عارية تماما إلا من حمرة الخجل,وفجأةً وقبل الجميع تجرأت ومددت يدي نحوها وأمسكت بفخذها السمين ونزعته بعنف,وقربته من فمي بإشتهاء,ثم غرست فيه أسناني,وتعاملت معه,واستمر الحوار بيننا وتخلله مد يدي إلى الضلوع الخضراء المتشابكة ونزع القلب الطري من بينها وإلتهامه بتلذذ
    حتى شبعت والحمد لله,وإذ بصوت يناديني بل يوشوشني,فإذا بها صاحبة الرداء الأسود, تبسمت ومددت يدي إليها,وبرغم برودتها الشديدة أمسكتها من رقبتها,
    بعد أن فضت بكارتها فلم أتمالك نفسي إلا وهى بين شفتي,تضخ ما في جوفها إلى جوفي إلى أن نفذ السائل,ولم أرتوِ بعد,أسرعت أبحث عن إحدى شقيقاتها في كهفهن البارد لإغتصبها,ولكن للأسف لم أجد المزيد,فبحثت عن النصف الحلو,
    ويظهر أنه لم يأتِ بعد, فتوجهت مرغماً إلى الفراش أجر ساقي بتثاقل, لعلى أتناوله مع الملائكة.
    فاصل شحن
    والشمس تستعد للرحيل بعد عمل يوم شاق من احد أيام شهر أغسطس الطويلة,
    وفى إحدى إشارات المرور ثقيلة الظل,وأصوات ضجيج السيارات تعزف لحنا غير متناغم التفتت إلىّ وقالت : أنا عايزة بس أفكرك إن فيه خيط رفيع أوى بين الحب والصداقة.
    هو: متخافيش حنفضل نستعبط لحد منعديه.
    هى : ساعات كتيرة بسال نفسى..أنت ليه مطلعتش شبه توم كروز.
    هو: خلقة ربنا
    هى : أو حتى براد بيت..أيه ساكت ليه؟
    هو: يعنى أنا لو شابه واحد فيهم كًنت حابوصلك ليه؟!!
    هى : أيه؟؟؟
    هو : قصدى أن أكيد مافيش واحد فيهم حيحبك أدى.
    هو : تفتكرى أيه أخرة حبنا.
    هى : نتجوز.
    هو : وبعدين؟
    هى : نخلف.
    هو : وبعدين ع السجن على طول..
    هى : ليه بس النظرة السوداوية دى؟!!
    هو : ماهو أنا لما ابقى خيالى الناس يقولولى إنزل عل الأرض,ولما أنزل ع الأرض الناس يقولولى بلاش سوداوية,اعمل ايه بس,افتح الشباب ولا اقفله؟
    هى : هو إحنا مجانين؟
    هو : لأ.
    هى : طب الناس هما اللى مجانين و إحنا اللى عاقلين.
    هو : برضوه لأ.
    هى : أُمال أيه؟
    هو : إحنا ناس طبيعين جداً بس كل مشكلتنا إننا مش عارفين نتكيف مع الحياه اللى عايزه اصلا مكيف..ممكن اسالك سؤال بايخ؟
    هى :اسال.
    هو : هو إحنا ليه بنحب بعض؟؟؟
    هى : يعنى تقدر تقول إحتياج للحب وحبنا لبعض هو اللى بيشبع الأحتياج ده
    هو : يعنى لو ماكانش عندنا إحتياج ما كناش حنحب بعض ؟طب مين فينا اللى بيحتاج للتانى..بقولك ايه غيرى الموضوع.
    هى : ماشى,حاجة غريبة إحنا نعرف بعض بقالنا سنين ومع ذلك لما بنشوف بعض مابنتكلمش زى ما بنتكلم على الشات.
    هو : الصراحة ما أعرفش السبب بس أوعدك لما أعرفه حابقى أكتبهولك.
    هى :الا على فكرة,إنت ليه دايماً بتكتب عنى شِعر على الورق,ليه ماتقولهوليش باللسان أحسن.
    هو : علشان إنتى بتبقى أجمل على الورق.
    هى : طب خلى الورق ينفعك.
    هو : رايحة فين؟
    هى : هجيبلك رزمة ورق.
    هو : اوعى تتاخرى.
    فتحت باب السيارة ونزلت,وانفتحت الإشارة,وانطلقت السيارة,صرخت في السائق لينتظرها فتعجب واقسم انه لم يوجد احد معنا في السيارة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:01 pm